الثلاثاء، 10 مارس 2009

قَالَ ابن القيم رحمه الله " :وَالتفتيش عما يشوب الأعمال من حظوظ النفس؛ وَتمييز حق الرب منها من حظ النفس, وَلعل أكثرها أَوْ كلها أن تكون حظا لنفسك وَأنت لا تشعر! فلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كم في النفوس من علل وَأغراض وَحظوظ تمنع الأعمال أن تكون لله خالصة وَأن تصل إليه, وَإن العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر ألبته وَهو غير خالص لله, وَيعمل العمل وَالعيون قد استدارت عليه نطاقا وَهو خالص لوجه الله, وَلا يميز هذا إلا أهل البصائر وَأطباء القلوب العالمون بأدوائها وَعِلَلِها, فبين العمل وَبين القلب مسافة, وَفى تلك المسافة قُطَّاع تمنع وصول العمل إلى القلب, فيكون الرجل كثير العمل؛ وَما وَصل منه إلى قلبه محبة وَلا خوف وَلا رجاء؛ وَلا زهد في الدنيا وَلا رغبة في الآخرة؛ وَلا نور يفرق به بين أولياء الله وَأعدائه, وَبين الحق وَالباطل, وَلا قوة في أمره، فلو وَصل أثر الأعمال إلى قلبه لاستنار وَأشرق, وَرأى الحق وَالباطل, وَميَّز بين أولياء الله وَأعدائه, وَأوجب له ذلك المزيد من الأحوال.ثم بين القلب وَبين الرب مسافة وَعليها قطاع تمنع وَصول العمل إليه, من كبر وَإعجاب وَإدلال, وَرؤية العمل وَنسيان المنة, وَعللٌ خفية لو استقصى في طلبها لرأى العجب". أهـ7 مدارج السالكين (1/439)
اللهم ارزقنا الصدق و الاخلاص في القول و العمل
اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحه و لوجهك الكريم خالصه ولا تجعل لأحد غيرك فيه شيئا يا رب العالمين
اللهم انا نعوذ بك من الرياء و من النفاق ومن العُجب ومن السُمعه
اللهم تقبل منا واقبلنا على ما كان منا انك أنت السميع العليم
وصلى اللهم على سيدنا محمد و اله و صحبه وسلم و الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية